باتت كثرة الهواتف المحمولة الذكية تثير حالة من الادمان على عدة امور سهلت على مقتنيها استعمال مواقع الاعلام المجتمعي (فيسبوك، يوتيوب، انستغرام ، تويتر ) بكثرة ورفعت عبء اقتناء الكاميرات الرقمية وتوفير اسعارها لامور اخرى لتتنافس شركات المحمول الذكية بميزات متعددة ومتطورة جيلا بعد اخر ومنها جودة الكاميرا والبعد واتجاهاتها مماسهل للمستهلك تصوير نفسه دون الاستعانة بالاخر.
ظاهرة السيلفي وتعني الصورة الذاتية التي يلتقطها الفرد لنفسه وينشرها عبر شبكات التواصل المجتمعي ليبين لاصدقائه ومتابعيه انه كان في مكان س او حضر الحادثة ص.
العراق لايقل شأنا عن الدول الاخرى فتعد هذه الظاهرة (ظاهرة السيلفي) من الظواهر المنتشرة في انحاء البلاد وبين طبقات متعددة فكرية واقتصادية وثقافية واجتماعية وقومية وغيرها ومايخصنا الحديث عن هذه الظاهرة تحديدا مع مايمر به البلاد اليوم من موجة غضب لابناءه على ساسة فرطوا بدماءهم وسرقوا قوتهم وتستمر هذه الاحتجاجات منذ اكثر من شهر.
سيلفي مع ثلة من الاصدقاء في الطريق الى ساحة التحرير في مظاهرات 14 آب |
السيلفي بالتظاهرات ساهم في الترويج لاستمرار التظاهرات وتقارب المطالب والتحشيد لها بعدة اساليب متنوعة واحيانا من قبيل (شخص التقط لنفسه صورة من ساحة التحرير وكتب تاريخ التظاهرة واهم المطالب فيها على حسابه الشخصي في احدى الشبكات الاجتماعية) ادى الى طموح صديقه او متابعه ان يحضر ويشارك صديقه في التظاهرة القادمة لعدة اسباب مرة هي فرصة للقاءه واخرى لالتقاط صورة معه خاصة اذا كان ذاك الشخص مشهورا بغض النظر عن الهدف الاساس من التظاهرة وهكذا انتشرت هذه الظاهرة في تظاهرات العراق 2015.
ظاهرة السيلفي ظاهرة عامة لا دخل لها بجوهر تظاهرات العراق او المتظاهرين او مطالبهم لكنها ساهمت بالتحشيد للتظاهرات اضافة الى انقياد البعض الى هذه الظاهرة في التظاهرات لاسبابهم الخاصة وبنفس الوقت انتقدها البعض ايضا لاسبابه الخاصة من خلال متابعتنا لبعض الاراء وبقت هذه الظاهرة ملازمة للتظاهرات.
طلب الدكتور علي العنبوري من خلال حسابه على الفيسبوك يوم امس ان تكون التظاهرة القادمة بدون سيلفي وان يصورا الاخرين بدل تصوير انفسهم، فيما شارك حيدر حمزوز المنسق العام للشبكة العراقية للاعلام المجتمعي انسم منشورا لصديقه اللبناني عمر ناصر والمحتوي على صورة سيلفي لاربع شباب لبنانيين، علق عليها حمزوز بـ (تظاهرات #بيروت البارحة التي كنت شاهدا ً و مدونا ً فيها وأصبت بأصابة بسيطة، كانت آنموذجا ً يتطابق مع ما رآيته في #ساحة_التحرير من الأحرار. ليس في تعامل العسكر مع المتظاهرين، بل بما ستقرأه ادناه) ، واما ماكتبه ناصر ادناه كان باللهجة اللبنانية العامية مانصه :(هل صورة من اجمل الصور يلي مصورا بحياتي!! هل صورة فيها 4 شباب، اثنين سنة و واحد شيعي و واحد مسيحي. لسنين كنا كل يوم نختلف على كل موضوع يخطر ببالك، سياسيا ولا مرة اتفقنا، بالفوتبول ديما مختلفين، مننتمي لأحزاب متنافسة، لك حتى منشتغل بشركات متنافسة!!! مبارح غسلنا ايدنا من احزابنا ومن انتمائتنا ومن رجعيتنا وتوحدنا بوجه الفساد، بوجه الطائفية، بوجه النظام الطائفي الحرامي والسياسيين النصابين وبوج 8 و 14 #طلعت_ريحتكم #ثورة) ، وهذا بحد ذاته تشجيع لروح الوطنية والمواطنة والوحدة ونبذ الفرقة والطائفية من خلال دعاية مجانية عبر صورة سيلفي.
ورأت الكاتبة باسمة السعيدي ان اكثر المثقفين اظهروا صورهم في ساحة التحرير ليثبتوا للاخرين أنهم مع معاناة ابناء جلدتهم وضد الفساد الذي استشرى كل مفاصل حياتنا كعراقيين ، وايدت فكرة ان تظهر للجميع وطنيتك أن كنت طالب حق، وبنفس الوقت رأت ان من يروم الدعاية من خلال السيلفي له شأنه الخاص وتقف بالضد منها ان كانت لهذا الغرض.
اما الباحث الاجتماعي والناشط حسن حمدان نظر للظاهرة بأنها حرية شخصية ونشر اي شيء على الفيسبوك يعد هو الاخر شأن شخصي وليس هناك ما يمنع القيام به من عادة او عرف اجتماعي.
في حين وصفت الناشطة المدنية تقى عبد الرحيم وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة بالمهمة جداً لايصال صورة ما يحدث هناك وسط الساحة بالتحديد للمجتمع ، وعدّت نتائج عرض المحتوى بأنها تسهم بتحشيد الاخرين وتشجيهم للخوض في فهم اصل الاشياء وحدوثها ومسبباتها خلال الوضع الراهن ، واوضحت بأن المادة المنقولة التي يتم الترويج عنها يجب ان تكون معبرة عفوية تتمتع بمصداقية واضحة للاعلان عن العمل والهدف داخل ساحات الاعتصام وليست لاهداف اخرى.
من جهة اخرى اشار الحقوقي عباس الخاقاني لحاجته للسيلفي لرد سؤال زملائه واصدقائه (هل خرجت؟ نعم ، لكننا لم نرك؟) هنا قال: اخطأت حينما لم التقط السيلفي وانشره على حسابي بالفيسبوك رغم المضايقات التي قد اتعرض لها في عملي ، لمجرد الرد على شك زملائه بوطنيته بعدم خروجه للتظاهرة.
بيد ان الصحفي مرتضى البهادلي كانت له وجهة نظر مختلفة بنوعية السيلفي والذي يقوم على اظهار معالم ويافطات التظاهرة او الاعداد الكبيرة للجماهير التي تظهر خلفه.
اما انا فلي وجهة نظر شخصية بهذه الظاهرة ، فأنا من المشجعين لها في التظاهرات ولكن خيرها في صورة واحدة او اثنتين فلست مع كميتها لتثبت لمن يشكك بوطنيتك انك ذا اخلاص لبلدك وتشجيع للاخر خاصة اذا قدمت من محافظة ما الى ساحة التحرير بالعاصمة بغداد ومن جهة اخرى هي اثبات لنفسك مع تقدم السن بك ان هذه الصورة ذات تاريخ مشرف حيث رفضت الظلم والفساد وطالبت بحقك وحقوق الاخرين لانسانيتك وبنفس الوقت قد تكون فرصة لك لتتوحد مع اشخاص اخرين من قوميات وطوائف ومذاهب شتى في صورة واحدة وفي مكان واحد وبتظاهرة واحدة وبيوم واحد وفي ساعة ودقيقة واحدة وبهدف واحد وتكفي تلك الابتسامة بعد الانتهاء من التقاطها لوحدة ونقاء القلوب وصفاء النفوس والتي قد تسهم بتشبيك مستقبلي لتطور البلاد وتوسيع فكرة الوحدة ونبذ الطائفية والعنصرية والتعصب
ملاحظة: هذه الاراء كانت كلها عبر الفيسبوك من منشورات او رسائل خاصة مع عينات من اصدقائي على الفيسبوك من المتظاهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق