الخميس، 28 يونيو 2012

مبروك صحـــــافـــــــــــــــــــة


  مبروك صحــافــــــــة
علي الخاقاني


 كابتسامة الطفل يعود الربيع ضاحكا
ينثر رذاذ الفرح على جفون الصحافة
فيستيقظ الصبح

لتنشد البلابل نشيدها الغنــّـاء
وتنثر الزهور رائحة الياسمين
وتموج الرياحين
فتنتشي الصحافة 

أيــــــا صحافة ...

ياركن البيت الدافئ
ياذات القلب الهادئ
ياباب البشرى للقارئ
يا فاضحة العمل الصادئ

هي الصحافة

  مرت وذهبت أزمان
خطت ورسمت ألوان
كتبت اعذب ألحان
ونشرت عطر الريحان
 لنشوة ابسط انسان ....

مبروك صحافة

مع كل تلاطم امراج بحر
وعند سقوط قطرات الندى على الزهر
وفي همسات اوراق الشجر
ومن بريق ضوء القمر
مبروووووووووووووك صحافة

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

بلبل شارع المتنبي نعيم الشطري ... الى رحمة الله


شيخ الوراقين العراقيين نعيم الشطري في ذمة الله 

علي الخاقاني 

                                                                    
              رحل الى رحمة الله فجر يوم الاحد 24 /6 /2012 الكتبي المعروف نعيم الشطري (ابو ربيع) ،  بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عمر 72 عاما في مدينة الطب ببغداد.
الشطري الذي يعد صاحب اول  مزاد لبيع الكتب في "شارع المتنبي"  المركز الثقافي المفتوح في العاصمة بغداد، كان قد ادخل الى المستشفى قبل خمسة ايام، نتيجة فشل كلوي، وتلقى الوسط الثقافي العراقي رحيل الشطري بأسف  بالغ .
  كما ونعت الأوساط الأدبية والثقافية العراقية اليوم المكتبي العراقي الأبرز نعيم ألشطري والذي عرفه جمهور القراء بائع كتب من طراز فريد في العراق عموما وفي شارع المتنبي بشكل خاص.

         يشار الى ان نعيم الشطري يعد من بين أشهر وأقدم  الكتبيين في شارع المتنبي، وعلى الرغم من كثرة المكتبات في شارع المتنبي الا انه تميز وسط الجميع بمزاده العلني الاسبوعي في ايام الجمع من كل اسبوع، الذي يقول الشطري في تصريح له انه اخذ فكرته من النجفيين
         ولم يتوقف نشاط الشطري عند حدود بيع وشراء الكتب، وانما مكتبته قامت بنشر كثير من الكتب في الشعر الشعبي، مثل حياة وشعر الحاج زاير "من منشورات مكتبة الشطري".



         كان ألشطري ترك مدينته قضاء الشطرة شمال محافظة ذي قار منذ خمسة عقود خلت وتوجه إلى العمل في شارع المتنبي كبائع كتب ، حتى أصبح جزء من هوية الشارع وعلامة فارقة من علاماته .
         وتولى ألشطري المتاجرة بالكتب بين المحافظات في بداية حياته المهنية ثم ما لبث أن افتتح مكتبة خاصة له في شارع المتنبي قبل ان يستحصل الموافقات الأصولية لبيع الكتب عن طريق المزاد العلني الأسبوعي حيث كان هو أول من قام به في الشارع مستغلا صوته الجهوري .
         وطبقا لما نقلته وسائل اعلام عن مقربين له فان ألشطري الذي عاش وحيدا ومات وحيدا أوصى بان يتم تشيعه في شارع المتنبي وليس في أي مكان أخر .




         في كل يوم جمعة يتجمع حول مكتبة الشطري الصغيرة اصدقاؤه ومحبوه ورفاقه القدماء للتعارف والسلام والسؤال والنقاش حول آخر الإصدارات من الكتب وكذلك عن كل ما هو ساخن من الامور السياسية والحياتية، بالإضافة الى كون الشطري استعلامات غير رسمية للشارع فكل من يسأل على عنوان معين او شخص او كتاب يتوجه نحو الشطري فيجد دالته، انه كما يقال مختار الشارع غير المنتخب وكل من له امانة الى شخص لم يحضر يومها الى المتنبي يضعها عند الشطري ليستلمها صاحبها في اي وقت كاملة سالمة، انه الشطري الامين والصادق وحتى من لا يعرف الشطري من زوار شارع المتنبي، ما ان يدخل المتنبي من جهة شارع الرشيد الا ويسمع صوت الشطري وهو كالأسد الجريح الذي يزأر من شدة الالم بأبيات شعرية تتغنى وتمجد بغداد ودموعه تنهمر مع الاشعار آسفاً على بغداد وما حل بها او وهو يردد ابيات الجواهري الكبير في تمجيد رموز الحركة الوطنية في العراق :
سلاماً على مكبل بالحديد
ويشمخ كالقائد الظافر
كان القيود في معصميه
مفاتيح مستقبل زاهر
وعندما تخفت الحركة في السوق ويقل البيع يردد الشطري دارميته الشهيرة :
كلمن يكلك زين كلة انت چذاب
الشطري صار اسبوع ما بايع كتاب 


 علاقته بشارع المتنبي:
        قال في حديث سابق له : "بدأت علاقتي بشارع المتنبي منذ اواخر عام 1963، حين كنت اجيء اليه لشراء الكتب وارسالها الى مدينة الشطرة والمحافظات، واذكر اننا كنا نحملها في عربات من ذوات العجلات الثلاث وندفعها الى حيث مرآب السيارات لننقلها، وقد اخترت هذه المهنة، لان هوايتي منذ الصغر القراءة التي ابتلاني الله بها، وصار الكتاب كل شيء بالنسبة لي، وبعدها اسست اول مكتبة في (الشطرة) في شعر ايلول عام 1958، ثم سجنت لمدة سنتين، وبعد خروجي من السجن جئت الى بغداد لابدأ من هذا الشارع".
         وعن مزاد الكتب الذي احياه وكان احد مظاهر الشارع، قال : "اود ان اقول اولا انني اول من اوجد بيع الكتب على الرصيف بما يسم (البسطية) وكنت انثر الكتب في (عربانة) واقف على الرصيف ولم يكن هذا معروفا من قبل، ولاقت هذه الظاهرة حضورا كبيرا، اما المزاد فكان قبل عشرين عاما، اي في اواخر الثمانينيات بعد ان حصلت على موافقة من الامن العامة بعد ان اخذت وقتا طويلا، وقد شجعني على اقامة المزاد العلامة المرحوم حسين علي محفوظ والشهيد عزيز السيد جاسم وثامر عبد الحسن العامري والصحفي عادل العرداوي، فهم ساعدوني في الحصول على الاجازة، وجاءت فكرة المزاد من كتاب عنوانه (تأريخ أداب اللغة العربية) لـ (جرجي زيدان) انه كان يستعين بالاب انستاس الكرملي في معرفة المكتبات الشخصية في بغداد والمحافظات، ويقول في الجزء الرابع منه ان هناك في مدينة النجف في مرحلة الاربعينيات يقام كل يوم خميس وجمعة مزاد للكتب القديمة والمخطوطات، وفي هذا المزاد كان الكتاب الجيد يباع بأبخس الاثمان كي يشتريه اصحاب المزاد بينما يباع الكتاب العادي بأغلى الاثمان كي يربحوا من بيعه، من هنا.. جاءتني الفكرة لاقامة المزاد في كل يوم جمعة، وبعد ان حصلت على الاجازة، ولي الشرف ان يكون اول مزاد للكتب في شارع المتنبي بأسمي، وحينها اتيت بأولاد اخي وفرشت لهم الكتب على الارض ورحت انادي لبيعها، ومنها انتشرت ظاهرة بيع الكتب على شكل (بسطيات) فيما كنت الوحيد اقوم بالمزاد".


حس فكاهة الشطري الثقافي
         كانت طريقته الجميلة والمحببة عنصر اخر في بهجة الشارع لترى جموع رواد المتنبي يأنسون بتلك الطريقة وذلك التلحين بالكلام، فيستطيب لهم الوقوف للاستماع الى تلك التلحينات اللطيفة واشهرها لازمته الشهيرة (كعيك بن جريك البقصمي) اشارة لاسم مؤلف ما لإسباغ نوع من الطرافة على تلك الاجواء البهيجة، واحيانا يستفز اهل اللغة بتلحيناته بحيث يتلاعب بالحركات، فيقفون استطلاعا لما يحدث، كما استفز في احد الايام السالفة العلامة (مصطفى جواد) الذي كان بصحبة الدكتور (فؤاد عباس)، في احد امكنة بيع الكتب حينما كان يردد جملة (تنزيلات هائلة بالكتب بالضم وليس بالجر)، وحينها التفت الدكتور مصطفى جواد رحمه الله.الى زميله (فؤاد عباس) وقال له (باوع دكتور هذا الشاب يستفزنا) واطلق ضحكة مجلجلة شاركه الجميع بها. ويذكر الكتبي نعيم الشطري بانه تعمد تلك الحركة للفت نظر العلامة مصطفى جواد. كما يتعمد في مزاده اللاحق استفزاز الكثير من الادباء واهل اللغة والتاريخ تعليقاته الساخرة ولازماته اللطيفة.


بعض المضايقات التي تعرض لها :
 
         لقد تعرض الى الاعتقال بتهمة (شيوعي) وامضى مدة سنة ونصف في سجن الكوت حتى اتيح له الهرب من السجن مع عدد من المعتقلين من بينهم (فخري كريم زنكنة وحسن العتابي رحمه الله) لكنه اعيد اليه بعد اعتقالهم مجددا.. واوقف في موقف الامن العامة قرابة الشهر والنصف بتهمة بيع كتب ممنوعة من بينها مجلدات صحف الثورة والجمهورية واتحاد الشعب، وهي في الحقيقة جزء من مجموعة الباحث المعروف (سليم طه التكريتي) التي باعها له، بعد ان ضبطت بحوزة احد المواطنين الكرد وهو يروم نقلها الى شمالنا الحبيب. وكان التركيز على صحيفة (اتحاد الشعب) الشيوعية،اعتبر ترويجا لهذه الصحيفة الممنوعة وقتذاك، ولكونه شيوعي سابق.. ودوهمت مكتبته في احدى المرات من قبل اجهزة الامن على اثر وشاية تبرع بها شخص كان غارقا بأفضال الشطري المسكين، والغريب ان عناصر الامن كانوا يحددون موقع الكتب، ويطلبون انزالها ، ويقول: لقد وجدوا كتابا عن الامام الخميني ، وكتاب (انا يساري) لشاكر السماوي وكتب دينية وحسينية ، وافهمتهم انني لم اعرضها للبيع وانما جاءتني مع مجاميع الكتب التي اشتريتها وكدت اسجن في وقتها ، فضلا عن مضايقات اخرى. ان (نعيم الشطري)كان امينا وعاشقا لهذه المهنة النبيلة التي منحته رصيدا هائلا من الذكريات وهو يحرص كل يوم على التواجد في الشارع على الرغم من تواصل العمل فيه، والذي يقول عنه: ان زمن اعمار الشارع طال كثيرا ، حيث ان العمل يجري ببطء ، وقد تعثرت حركة الكتاب في الشارع الذي نأمل ان يكون زاهيا بحلته الجديدة، وسوقا رائدة للكتاب عموما، في العراق والبلاد العربية.. ويبقى قبلة لعشاق الكتاب، ومنارا للمعرفة والثقافة والعلوم وملتقى للاحبة والمبدعين. 

  
وداعا نعيم الشطري ... سيتذكرك شارع المتنبي دائما

السبت، 23 يونيو 2012

الداخلية العراقية تستعد لايقاف عمل 44 وسيلة اعلام محلية واجنبية في العراق

شرطة العراق تستعد لإيقاف عمل 44 وسيلة إعلام محلية وأجنبية

 http://jfoiraq.org/newsdetails.aspx?back=0&id=876&page


23-6-2012
كشفت وثيقة رسمية حصل عليها مرصد الحريات الصحفية، ان قوات الامن في العراق تلقت اوامر من السلطات بوقف عمل 44 وسيلة اعلام بينها محطات تلفزة واذاعات بارزة محليا مثل قناتي البغدادية والشرقية، واخرى معروفة على نطاق دولي مثل البي بي سي وراديو مونت كارلو وراديو سوا واذاعة صوت امريكا.
يأتي هذا في وقت يتصاعد الجدل بين رئيس الحكومة نوري المالكي واحد ابرز معارضيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حول تهديدات وضغوط يقول الصحفيون انهم يتعرضون لها وسط اقوى ازمة سياسية تمر بالبلاد.
الوثيقة التي حصل عليها  المرصد صادرة عن هيئة الاتصالات والإعلام وموقعة من قبل مديرها بالوكالة صفاء الدين ربيع الذي قام بتوجيهها الى وزارة الداخلية توصيها بمنع 44 مؤسسة إعلامية عراقية وأجنبية بارزة من العمل في مناطق متفرقة من البلاد بما فيها اقليم كردستان.
وتضمنت الوثيقة اوامر بمنع عمل مصوري ومراسلي فضائية الديار والبابلية واذاعة نوا واذاعة المربد ووسائل إعلام اخرى مختلفة.
وتقول الوثيقة التي وافق على تنفيذها وكيل وزارة الداخلية عدنان الاسدي طالباً  من قسم العلاقات والاعلام في الوزارة اتخاذ اللازم، ان " سيادته أمر بعدم التعاون الإعلامي معها وتوجيه الشرطة بعدم السماح لهذه القنوات وضرورة أشعار تلك القنوات بمراجعة هيئة الاعلام والاتصالات".
وفي قرارات سابقة اثارت هيئة الاتصالات والإعلام العراقية حفيظة الصحفيين ووسائل الاعلام والمراقبين المحليين والدوليين، من خلال ممارسة اساليب ضغط خارج اطار الشرعية، وانها وبدلا من تنظيم خدمات البث، صارت تقوض جهود حرية التعبير وترمي في افعالها وقراراتها الى ترهيب الإعلاميين ووسائل الاعلام المختلفة، التي واجهت قرارات غلق وتهديد وفرض رسومات مالية غير مسبوقة، ما أدى الى خشية متنامية من دور سياسي تقوم به الهيئة لحساب جهات حكومية وبعيدا عن نظم البث والقوانين المرعية في هذا الاتجاه.
الوثيقة التي عممتها وزارة الداخلية على قواتها المنتشرة في بغداد  في 8 ايار من هذا العام اي بعد 5 ايام من الاحتفالات العالمية بحرية الصحافة، تفاوتت فيها المناطق التي يمنع فيها عمل المؤسسات الاعلامية المحلية والاجنبية، في حين ابلغت الهيئة وزارة الداخلية انها علقت رخصة عمل كل من قناة البغدادية وقناة الديار وقناة البابلية وراديو المربد.
ووفقاً للوثيقة فأن قنوات ووسائل اعلام اخرى قالت عنها الهيئة انها غير مرخصة وطلبت من الداخلية العراقية اتخاذ الاجراءات القانونية تجاهها.
وكانت هيئة الاتصالات و الإعلام العراقية بدأت في تطبيق لائحة جديدة صادرة قبيل الانتخابات البرلمانية السابقة بحجة إسكات المنافذ الإعلامية التي تشجع على العنف الطائفي.
ولاحظ الخبراء الدوليون ان اللائحة المذكورة تعاني من عدة ثغرات أدت إلى التضييق على حريات المنافذ الإعلامية العراقية.
ويقول الإعلامي سرمد الطائي ان  اللائحة تبين أن القيود على المحتوى بدائية ومبهمة وفضفاضة ويسهل إساءة استخدامها.
ويطالب الطائي بفتح حوار عاجل بين الوسط الاعلامي العراقي وهيئة الاعلام والاتصالات لإعادة النظر جذريا في العلاقة الغامضة والفضفاضة بين الهيئة والمؤسسات الاعلامية الاهلية.
وتنص اللائحة أن على المؤسسات الإعلامية "الامتناع عن بث أي محتوى يحرض على العنف أو الطائفية"، وذلك دون توفير أدلة إرشادية واضحة على ما يشمله تعريف العنف والطائفية.
 كما تنص اللائحة على أن جميع منافذ البث الإعلامي والصحفيين التماس التصريح من الهيئة قبل العمل في العراق، لكن لا توفر معلومات كافية عن المعايير التي تلجأ إليها الحكومة أثناء منح التصاريح.
 اللائحة تمنح الهيئة سلطة إغلاق أو تجميد أو تغريم أو مصادرة المعدات على المخالفات الصغيرة التي تُرتكب للمرة الأولى لشروط الترخيص بالعمل.
وفرضت هيئة الإتصالات، مبالغ مالية كبيرة العام الماضي على المؤسسات الاعلامية العاملة في البلاد ، كأجور لإستخدام الطيف الترددي،  وتراوحت المبالغ المالية المفروضة في حدها الأعلى، بين مليار و 600 مليون دينارعراقي أي ما يعادل المليون و نصف دولار أمريكي، فيما كان المبلغ الأقل هو 180 ألف دولار أمريكي.
مرصد الحريات الصحفية يدعو هيئة الاتصالات الاحتكام الى القضاء العراقي بدلا من الاعتماد على على لوائحها الخاصة التي تتعارض مع مواد الدستور العراقي التي ضمنت حرية الصحافة، ويدعوها الى الاعتماد قانون جديد ينظم علاقتها مع وسائل الاعلام بدلاً من القانون الذي سنه لها الحاكم المدني بول بريمر، ويدعو مرصد الحريات الصحفية رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى إيقاف تلك الاوامر كونه من عين مسؤلي هيئة الاتصالات والإعلام بالوكالة. 
 قوائم بأسماء وسائل الإعلام الممنوعة من العمل

اكثر من 44 منظمة دولية تطعن قانون جرائم المعلوماتية في العراق

اكثر من 44 منظمة دولية تطعن قانون جرائم المعلوماتية في العراق


 



























الثلاثاء، 19 يونيو 2012

احبسوا زفير اعمالكم


احبسوا زفير اعمالكم
علي الخاقاني



      نقل اجدادنا وكما شهدناه في صغرنا عن ارض ممتلئة بالخضرة والاشجار والثمار ، وعن انهار ذات مياه زرقاء تحتوي الاسماك واللؤلؤ في المحار وتنتعش فيها المحاصيل والازهار.
لله درك ياعراق كم انت جميل ورائع على لسان الاجداد عند نقلهم التراث للاحفاد من حياة سعيدة واحترام للكباروالصغار ولا فرق بين الاهل والجار وكثرة الولد البار والكل كان واحد واذا مر احدهم بضائقة كالجسد اذا اشتكى منه عضوا حيث مظهر الفرقة معدومة يعيشون في كنف رعاية الله وحفظه وكرمه فلاتوجد بهذه الكثرة عواصف ترابية ولا هزات ارضية.
     صدفةً في العاصفة الترابية الاخيرة تذكرت كلام جدي المرحوم منذ سنين عن ايامهم الجميلة في هذا البلبد الجميل فتساءلت ونفسي ، تُرى لِمَ لمْ ارَ تلك الايام التي ذكرها جدي ؟ ولمَ تلك العواصف الترابية والهزات الارضية ؟ ولمَ انتشرت هذه الامراض والاوبئة ؟ ولمَ ذهبت خضرة الاراضي وقلة منسوب المياه ؟ بل حتى تحول لون الماء لــلون مغاير لما ذكره جدي وشهدته في صغري ، فوقفت هنيئه ألتقط انفاسي المشبعة بغبار التراب ، وسألت ربي العلي ما الاسباب ؟ فتبادر الى ذهني عقد مقارنة بين ما ذكره جدي وبين ماحصل ويحصل في زمني فبدأت بعدة أسئلة :
هل صغيرنا يوقر كبيرنا؟
هل كبيرنا يحترم صغيرنا؟
هل مخافة الله موجودة بالفعل؟
هل الجار من الاهل؟
هل حفظنا حقوق الاباء والامهات
والاخوة والاخوات؟
هل يُغاث المظلوم؟
هل نذكر الجائع قبل المنام؟
هل المظلوم طالب بحقوقه؟
هل حدود الله مصونة؟
وهل وهل وهل ؟؟؟
 فكانت نفسي تجيب بــلا ولا أخرى مع حسرة فقلت لِمَ ؟!
فوجدت الاعمال القبيحة منتشرة انتشارا واسعا بحال لايمكن ذكره ولا عده ولا احصاءه ، فكلما ازدادت الاعمال القبيحة زادت العقوبات الالهية كأنها زفيرا للاعمال ، فقلت لنفسي : وجدت الجواب لكثرة العواصف الترابية التي خنقت العراقيين والهزات الارضية التي آذت الجنوب بالذات وما هذا الا زفير الاعمال.

ارجوكم ارحموا اطفالكم واحبسوا زفير اعمالكم