الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

من المستفيد من اضطرابات 14 آب ؟!


كان من المؤمل ان تكون جمعة 14 آب جمعة اصلاح القضاء الذي يرأسه لايقل شأنا عن كبار الساسة واحيانا يعد اكبر تأثيرا فهو من يصادق على القرارات ومن يراقب التنفيذ وهو يصادق ايضا على صحة بيانات الساسة وعدمها ووو بالأحرى هو المتسلط الاول على الشعب.

 في جمعة 14 آب كان الشعب يريد المطالبة باقالة مدحت المحمود واصلاح القضاء ، فلا اصلاح ممكن ان يرى النور الا مع استقلالية القضاء كي يمر بطريقه المستقيم، في 14 آب سمعنا وشاهدنا ماحدث في ساحة التحرير من اضطرابات واحتكاكات ومصادمات وكل مااسقرأته منها ان تلك الجموع الطارئة على ساحة التحرير نزلت في هذه الجمعة بالذات ولم تنزل في سابقاتها وان دلت على شيء فتدل على ان تلك الجموع موجهة لضرب الهدف الرئيس من التظاهرة وتشويه صورتها (السلمية) فكنت احد الشهود على عدة حالات امكنني ان اطلق على تلك الجموع او بعضها (بلطجية) ، وكل ماحدث في 14 آب بالتحديد هو التغطية على المطب الرئيس في التظاهرة وهو اصلاح القضاء. 


ويمكن ان نلخص عدة امور من وجهة نظر شخصية ادت الى تلك الاضطرابات:

أولا:: القضاء
1- التغطية على محاسبة ومحاكمة الفاسدين والمفسدين:
              استقلالية القضاء لو وجدت كانت كفيلة بالاقتصاص من الفاسدين والمفسدين ومحاكمتهم وارجاع الاموال المنهوبة وحجز عقاراتهم في الداخل والخارج وتجريدهم من الحمايات والمواكب المهيبة وتطهير المؤسسات من تلك الطغمة واتباعهم الذين نخروا جسد المؤسسات الحكومية اي بمعنى تطبيق مبدأ (من اين لك هذا)، اضافة الى سراق قوت النازحين.
2- التغطية على مطلب الغاء المجالس (المحافظات والبلدية والمحلية) اضافة الى تقليص عدد البرلمان واقالة المحافظين:
              يعد هذا المطلب من ابرز المطالب التي توحدت فيه جميع المحافظات المتظاهرة فالالغاء يقلص اعداد الفاسدين ويضيق الخناق على اسيادهم الافسد ويبرزون اكثر للعلن بفسادهم اضافة الى ان اؤلئك من جذور الفساد المتوزعة في مناطق البلاد اضافة الى ان الالغاء يوفر على الميزانية مبالغ طائلة تساعد في اقامة مشاريع اعمار وخدمية وبنى تحتية مع امكانية توظيف عدد كبير من الشباب العاطل عن العمل مع فضل كبير في مساعدة القطاعات العسكرية في ظل الازمة التي يمر بها العراق اليوم.
3- التأثير على نتائج تقرير سقوط الموصل :
              بات واضحا ان من يحاسب المتورطين في سقوط الموصل هو القضاء المستقل فاستقلاليته تعني وقوف الجميع بمسافة واحدة ويكون صريحا ودقيقا وصادقا في محاسبة الاسماء المتورطة كل حسب دوره ودرجة تورطه.
4- التغطية على مرتكبي المجازر بحق ابناء الشعب العراقي:
              القضاء لمستقل يتكفل بمحاسبة واصدارالاوامر القضائية بحق المتورطين في جميع المجازر المرتكبة دون التميز بين هذه الجريمة مرتكبيها باسم جهات دينية او ارهابية او حكومية او غير ذلك اضافة الى كشف العاب التصفية الدولية في الساحة العراقية التي سببت المجازر وسفك الدماء تحت عناوين واسماء ومبادئ وافكار متنوعة بين كل الاطراف.
5- التغطية على خروج المالكي الى ايران:
              من المؤكد ا ان السيطرة على عناوين الاخبار وحديث الشارع والرأي العام ستغطي على خروج المالكي بصفة رسمية بعد ان صوّت البرلمان على اقالته من منصبه ضمن توصيات واصلاحات العبادي، ونحن نسأل لو كان القضاء مستقلا لمنعه من الخروج الا بعد صدور نتائج التحقيق في سقوط الموصل ومن المحتمل محاكمته باعتباره رأس الهرم (القائد العام للقوات المسلحة) وهذا ماشهدناه بعد خروجه وهو من المتورطين والقضاء برئاسة المحمود.
6- شرعنة انتشار الاسلحة والعصابات في الشوارع:
             وجود قضاء خانع خاضع للحصحصة والطمطمة والفساد يبيح للاخرين الخروج بأسلحتهم وان يفعلوا مايشاؤوا بالشوراع بذرائع متعددة مر باسم الحمايات واخرى الحشد او اي تسميات اخرى، فاستقلالية القضاء تحصر السلاح بيد الدولة وتنظم فصائل الحشد تحت اشراف وقيادة الدولة.
كل تلك الامور وغيرها الكثير اثارت حفيظتهم لاثارة الاضطرابات وتشويه سلمية واهداف التظاهرات .

ثانيا:: تسمية الدولة المدنية
       اثارت لدى كهنوت المعابد الخوف من المطالبة بالدولة المدنية والذي هو مطلب اساس في جميع التظاهرات وباستمراريتها م المحتمل تحققه :
1- شعار باسم الدين باكونا الحرامية:
            يبدو ان هذا الشعار بات الاخطر من المطالبة باعدام س او محاكمة ص فهو من اثار من يردتي الزي الديني الذي شعر بانهزامية زيه الرّث امام هذا الشعار وابتعاد الجماهير التي كانت يداعب مشاعرهم بكلماته المتلونة من اجل مصلحة بقاء الفاسد فوجدنا في 14 آب خرج بعضهم ليردد في ساحة التحرير او غيرها من الساحات بشعارهم (باسم الدين طلعنا الحرامية) الا ان الشباب العراقي رد عليهم بشعار (باسم الدين باكونا الحرامية) الدال على وعي الجماهير وكشف كلماتهم المزيفة المعسولة، فانهزامهم امام هذه الشعارات كفيل بتوضيح القصد.
2- الخشية من سقوط صنميتهم وقدسيتهم الخادعة:
             لعل البعض انتبه لما انتبهت له في تحشيدهم ليس فقط ابناء بغداد بل من المحافظات الاخرى ايضا فوجدنا فلان من المحافظة الكذائية تابع لتيار س وفلان من المحافظة الكذائية تابع لحركة ص متواجد مع تلك الاعداد المتوشحين بالعصائب الخضراء (البيرغ) او متعصبين بعصائب تحمل اسماء اهل البيت فضلا عن تواجد مكبرات الصوت التابعة للمواكب واللافتات البعيدة عن معاناة المواطن والهتافات والصلوات والوصور وغيرها الكثير مايدل على ذلك وان دلت على شي فتدل على ان الحكم المدني لو تحقق اثر هذه التظاهرات سيكشف نتانتهم وعوراتهم العلمية والقيادية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها امام الجميع وفي مقدمتهم اتباعهم الفقراء المخدوعين باسم الدين والمذاهب وصنميتهم الكارتونية التي شارفت على الانهيار.

ثالثا:: قد يختلف معي الكثير هنا لكني على قناعة شخصية اكرر شخصية تامة وقد يبادلني احدكم اياها وهي : خشية شياع مفهوم ان الشعب هو من أثّر على المرجعية وليست المرجعية من اثرت على الشعب ، فنجد مطالب الشعب تتقدم ثم تأتي المرجعية لتنسخ تلك المطالب او لتطالب بها او اقل منها وماهو قريب عليها، اذا ماتساءلنا عن موقفها قبل التظاهرات لماذا لم تطالب العبادي بالضرب بيد من حديد مع علمها الجيد بالحالة المادية والنفسية والاقتصادية التي يمر بها الفرد العراقي وهذا ماوجدته في ساحة التحرير من خلال رفع صورة المرجع الفلاني والهتاف بـ (تاج تاج على الراس ....) ولو فرضنا ان المندسين من فعل ذلك فنتساءل عن موقفها آزاء ذلك وهل سننتظر الجمعة كي نعرف من احد خطبائها فيكون الزمن في تطور والمباني والاراء ووو كلها تنامت، وهذا يكفي ان يدل على ان الدولة المدنية لو تحققت سيكون الرجوع للقانون والدستور لا الرجوع للمرجعية على خلاف حركة الحكومات المتعاقبة والسياسة الحالية المتبعة في البلاد.

كل تلك الامور ويمكن ان تكون اكثر واكبر من ذلك هي كفيلة باشعال نار الفتنة او التشويه واسكات الاخر وضرب سلمية التظاهرات والتشريع لضربها.
             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق