لست بصدد انتقاد من يؤدي فريضة فرضها الله تعالى على عباده من معتنقي الدين الاسلامي بقدر مااريد ان اوجز في شؤون انسانية تعوضك ثواب الحجة ولست بكلامي هذا ادعوكم الى معصية الباري بل لتأدية حقوقه على اتم وجه لتذهب لأداء حجك وانت راض فلانريد ان نؤنب حاجا معاذ الله بقدر ماهو ذكّر لعل الذكرى تنفع.
الحج على من استطاع اليه سبيلا
تذكر المسائل الفقهية في تحقق الاستطاعة الشرعية عدم وجود المزاحمة مع واجب اخر فاذا استلزم حجه ترك واجب اهم من الحج كانقاذ غريق او حريق سقط عنه ، واذا توقف على ارتكاب محرم كاعانة الظالم في ظلمه سقط عنه، لو تساءلنا قليلا كم من غريق او حريق يموت يوميا من عدم وجود علاج او طبابة تعالجه لقلة امواله؟! وكم من شخص ذهب لتأدية الحج وهو مشترك في ظلم كأن يكون مسؤولا او موظفا او تاجرا اوداعيا او او او فهذه مصيبه لانها اصبحت عبارة عن نزهة لان الاصل سقط عنه وانفق امواله هباء ، والمصيبة الاعظم ذلك المسكين فقير الحال لا المال يذهب لاداء الفريضة وهو ساهم في ظلم شعبه من خلال تسليط وانتخاب اشخاص مفسدين قتلوا الناس جوعا وقهرا وحرمانا والحديث ذو شجون في هذا النحو ..
بيت الله يُرى في عيون الفقراء
ذكرت الصحفية منار عبد الامير في بيج "جاي وخبز" على فيسبوك انها تود الحج من خلال مساعدة الفقراء والمحتاجين فلو عدنا الى مفردة المؤون لوجدناها ان تكفي امواله لذهابه وايابه ومؤونة عياله وهنا العرف يشخص العيال كل من تجب عليه مؤونته من الزوجة والابناء والاباء وكذلك الاخوة الغير مستطعين التكسب وحتى اليتيم الاجنبي المتكفل برعايته، فمامدى كفاية المؤون أوليس المؤمن اخو المؤمن والكثير منهم ليسوا على حال تساعدهم التكسب نتيجة حال التقشف والانحدار الاقتصادي الذي يشهده البلد..
ساعد فقيرا تحج الملائكة بدلا عنك
يذكر ابن كثير في البداية والنهاية ووردت ايضا في تاريخ بغداد ولكن برواية مختلفة ان عبد الله المبارك من الكوفة ذهب لأداء الحج فوجد امرأة في الظلام تنحني على كومة من القمامة تفتشفيها حتى وجدت حيوان ميت فأخذته وانطلقت لتطعم صغارها منه، فنادى عليها ابن المبارك : ماذا تفعلين .. وذكر الاية (انما حرم عليكم الميتة..) فردت عليه:اترك الخلق للخالق فلله في خلقه شؤون فطلب منها ان تذكر له حالتها فقالت: ان الله قد احل لنا الميتة وانا ارملة فقيرة ووالدة لاربع بنات فلايوجد من يكفلنا وطرقت الابواب ولم اجد من يساعدني .. وهنا بكى ابن المبارك واعطاها مؤونته كلها التي كان ينوي الحج فيها ورجع لبيته ..
فخرج الحِجاج من بلدته لاداء الحج وحينما عادوا جمعتهم جلسة به فذكروا له كيف كان يعبد الله في حسن اداء حجه واعماله ، فتعجب واحتار ونام ليله في حيره فاذا بمنام له يرى رجل ذو وجه صبيح ومشرق فتعرّف عليه انه النبي عليه واله الصلاة والسلام .. فكلمه : ياعبد الله بن المبارك لقد أكرمك الله كما اكرمت أم اليتامي .. وسترك كما سترت اليتامى، ان اللع سبحانه وتعالى خلق ملكا على صورتك .. كان يتنقل مع اهل بلدتك في مناسك الحج .. وان الله تعالى كتب لكل حاج حجة وكتب لك انت ثواب سبعين حجة.
مع اختلاف الروايات والنقل ولكن المغزى واحد وهو ان مساعدة الفقراء والمحتاجين احب الى الله من حج بيته فهم بيته الحرام وركنه الدافئ
الاضاحي وصورني واني ادري
ذهب كل حاج لاداء المناسك وعاد وهو يحمل لقب حاج فلان او من ذوي الاموات كفرض عين او كفاية لاعلم لي بهذا الامر المهم والمتعارف عليه تجب التضحية بشاة او عجل او ماشابه مع الاحتفاظ بصفات الدابة المطلوبة المهم انها تُذبح من اجل الثواب، فماذا لو كانت الاضاحي توزع على الفقراء والمحتاجين والنازحين فكم من فضل سيسجله الله تعالى لباذله وكم من مغفرة ورحمة سيحصل عليها الميت من الله تعالى ومن الفقير الذي لاينسى ان يقرأ سورة الفاتحة الى ارواح باذلي الطعام بدلا من ان توزع لبيت فلان وفلان وفلان لتكون مادة دسمة لتنشر على فيسبوك وتتنمق التعليقات لان ابو فلان ضحّى ووزع ..
وفي الختام حسن الوئام وصحة الاجسام من بذل مااراده سيد الأنام لسد رمق المحتاجين والفقراء والنازحين والأيتام، فالانسانية لاحدود لها وسيد الانسانية الله تعالى أمرنا بأن نساعد ونعين بعضنا البعض وان نأخذ قصة ابن المبارك قدوة لنا فغدا هو العيد فنساعد بمانسطيع وكل عام وكل جائع يشبع وعارٍ يُكسى ومهجر يعود ونازح يُعز ومظلوم يُنصر ، اعاده الله علينا جميعا بالانسانية والسماحة والكرم والايثار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق