الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

تهاني المسلمين بميلاد المسيح .. من وجهة نظر وسطية

          مايعيشه العالم وبالتحديد الشرق الاوسط من تداخلات ومزيج ومكونات وتعددية جعل الاخر يبث الاهوال والمشكلات بين تطرف وعنصرية وتعصب وطائفية فأخذت المسؤولية ووقعت على عاتق الانسان العاقل المعتدل ودعت الى التفكير بسبيلٍ للخروج من المعاناة ، فكان من المناسبات الدينية او القومية فرصة للاستثمار الطيب لتحقيق منهج للعيش السليم وسيادة السلام ، فكان لابد من تحقيق وحدةٍ مرجوة من قلوب نقية من مختلف الاديان والمذاهب.
            تُعدّ تهاني وتبركات بعض المسلمين - بغض النظر عن الخلفيات والاهداف – لأتباع الديانة المسيحية خطوة مهمة في تحقيق التقارب بين الأديان ؛ فأغاضت تلك الخطوة ببساطتها البعض فبدأ بالكلام وبث الامراض النفسية في إن الاسلام عدّ المواطن المسيحي من الدرجة الثانية او اقل من ذلك ، وكانت تجب عليه دفع الجزية مقابل مكثه وعيشه وسط المسلمين وفي ظل الحكومات الاسلامية المتعاقبة باختلاف مذاهبها الفلسفية والعقائدية ، فوصف المستشكل ذلك الشعور بـ "النفاق" وحجته : إن التراث الاسلامي حمل في طياته الكثير من المآسي والإهانات التي مورست ضد المسيحيين من قبل المسلمين ، مع النظر الى بعض المسلمين بعدم اهتمامهم للمناسبة واخرين عدّوهم – المسيح - انحرفوا وخرجوا ولايستحقون الرحمة ، وهذه الاصناف موجودة بالفعل لكنها تحتاج تحريك العقل او الاصوب مَن يحرّك لها مكوك العقل .
         ماتقدم دعانا للقول والكلام من وجهة نظر شخصية قد يشاركها كل انسان معتدل معنا ممكن ان نلخصه بنقاط متسلسلة :
1-    لا شك ان التراث الاسلامي يحتوي الغموض والملابسات وبعضها التطاول حتى على نبي الاسلام، فكيف للعاقل ان يغفل عقله عن الحقائق ففيه الضعيف والاسرائيلي والصحيح وغير الصحيح.
2-    من حَكم باسم الاسلام وتولى وقضى  بالاعم الاغلب لم يمثِّلوا أصالة الاسلام ولم يحملوا بياضه وفحواه، فلم يفرق الامويون ومن نهج منهجهم بين المرأة المسلمة او المسيحية في الاعتداء عليهما ؛ أيُحسب أؤلئك على الاسلام ؟
وهل من شرّع قتل الفِرق الاسلامية التي تختلف معه في التفكير والفلسفة فضلا عن غير المسلمين يُحسب على الاسلام؟
وهل من جسّم الخالق وشبهه بالشاب الامرد وماورد عنه  انحراف وضرب لأعمدة التوحيد والاسلام أهل البيت والصحابة وشعاع الاسلام الانور محمد عليه الصلاة والسلام ، يُعد من الاسلام؟
وهل ممارسات داعش والتيميين وجرائمهم ضد الانسانية تُحسب على الاسلام؟
3-    ماورد في القران الكريم من النواسخ ؛ دستور ساطع فـ " إنّما الدين نصيحة" و "لاإكراه في الدين" أمثلة حيّة عبر الزمن للتعايش السلمي.
4-    في سنة النبي لنا أسوة حسنة حيث المعاملة مع نصارى نجران وماكتبه النبي لأسقف بني الحارث وأساقفة نجران وكهنتهم ورهبانهم كانت رسالة واضحة المعالم لرسم خطوط التعايش السلمي وتحقيق التقارب والسلام.
5-    قول الامام علي " الناس صنفان إمّا اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق" سفر خالد للانسانية وقال موصيا " من آذى ذميا أو انجيليا فقد آذاني" ومافعله الخليفة عمر بن الخطاب في بيت المقدس يشهد بيه البطريرك مخائيل الاول ويذكره المطران اسحاق ساكا في ان العهد كان خيرا وبركة وكان الدخول صلحا وخلاصا لهم.
6-    ماصدر عن النبي وأهل بيته والصحابة الكرام أدلة شرعية واضحة تحث على التعايش السلمي وهذا مايدعونا الى التساؤل عن النصارى الانصار ومنهم وهب واسباب نصرتهم.
7-    ماذكره اهل البيت عن سيدنا عيسى بن مريم ومنزلته في الاسلام والفكر الاسلامي أنه في أخر الزمان يصلي خلف المهدي المنتظر هو دليل آخر للفرح بذكرى ولادة ذلك النبي الموعود والوزير الالهي.
8-    فكل ماتقدم ورد أيضا في الموروث الاسلامي ، فالانسان الحاذق بات الامر عليه جليا في تحقيق انسانيته اتجاه نفسه والاخرين .
هي دعوة للثورة الفكرية والتحقيق في ذلك الموروث والتمييز فيه فمن حمل شرف مسؤولية تلك المهمة يشتاق الى تلك القلوب النقية التقية الطاهرة من اتباع الديانة المسيحية واليهودية والصابئة واتباع المذاهب الاسلامية الاخرى من السنة والشيعة.
            في ظل ماورد سابقا أمكننا ان نصل الى ان هذه التبريكات دعوة عظيمة الشأن للوسطية والاعتدال والتقارب بين الاديان وزيادة التماسك المجتمعي في ان نكون متوّحدين ومعتدلين نسعى الى تعزيز القيم الانسانية المشتركة .
هليلويا .. ولد المسيح

علي الخاقاني
25/12/2018


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق