احبسوا زفير اعمالكم
علي الخاقاني
نقل اجدادنا وكما شهدناه في صغرنا عن ارض ممتلئة بالخضرة والاشجار والثمار ، وعن انهار ذات مياه زرقاء تحتوي الاسماك واللؤلؤ في المحار وتنتعش فيها المحاصيل والازهار.
لله درك ياعراق كم انت جميل ورائع على لسان
الاجداد عند نقلهم التراث للاحفاد من حياة سعيدة واحترام للكباروالصغار ولا فرق
بين الاهل والجار وكثرة الولد البار والكل كان واحد واذا مر احدهم بضائقة كالجسد
اذا اشتكى منه عضوا حيث مظهر الفرقة معدومة يعيشون في كنف رعاية الله وحفظه وكرمه
فلاتوجد بهذه الكثرة عواصف ترابية ولا هزات ارضية.
صدفةً
في العاصفة الترابية الاخيرة تذكرت كلام جدي المرحوم منذ سنين عن ايامهم الجميلة
في هذا البلبد الجميل فتساءلت ونفسي ، تُرى لِمَ لمْ ارَ تلك الايام التي ذكرها
جدي ؟ ولمَ تلك العواصف الترابية والهزات الارضية ؟ ولمَ انتشرت هذه الامراض
والاوبئة ؟ ولمَ ذهبت خضرة الاراضي وقلة منسوب المياه ؟ بل حتى تحول لون الماء
لــلون مغاير لما ذكره جدي وشهدته في صغري ، فوقفت هنيئه ألتقط انفاسي المشبعة
بغبار التراب ، وسألت ربي العلي ما الاسباب ؟ فتبادر الى ذهني عقد مقارنة بين ما
ذكره جدي وبين ماحصل ويحصل في زمني فبدأت بعدة أسئلة :
هل صغيرنا يوقر كبيرنا؟
هل كبيرنا يحترم صغيرنا؟
هل مخافة الله موجودة بالفعل؟
هل الجار من الاهل؟
هل حفظنا حقوق الاباء والامهات
والاخوة والاخوات؟
هل يُغاث المظلوم؟
هل نذكر الجائع قبل المنام؟
هل المظلوم طالب بحقوقه؟
هل حدود الله مصونة؟
وهل وهل وهل ؟؟؟
فكانت
نفسي تجيب بــلا ولا أخرى مع حسرة فقلت لِمَ ؟!
فوجدت الاعمال القبيحة منتشرة انتشارا واسعا
بحال لايمكن ذكره ولا عده ولا احصاءه ، فكلما ازدادت الاعمال القبيحة زادت
العقوبات الالهية كأنها زفيرا للاعمال ، فقلت لنفسي : وجدت الجواب لكثرة العواصف
الترابية التي خنقت العراقيين والهزات الارضية التي آذت الجنوب بالذات وما هذا الا
زفير الاعمال.
ارجوكم ارحموا اطفالكم واحبسوا زفير اعمالكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق